سورة الفاتحة
صفحة 1 من اصل 1
سورة الفاتحة
سورة الفاتحة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(من صلى صلاة لم يقرأ فيها أم القرآن فهي خداج ثلاثاً غير تمام)
فقيل لأبي هريرة إنا نكون خلف الإمام, فقال: اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(قال الله عز وجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال: « الحمد لله رب العالمين » قال الله حمدني عبدي, وإذا قال « الرحمن الرحيم » قال الله أثنىَ عليّ عبدي, فإذا قال « مالك يوم الدين » قال الله: مجدني عبدي, وقال مرة: فوض إلي عبدي, فإذا قال: « إياك نعبد وإياك نستعين » قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل, فإذا قال « اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين » قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).
هكذا رواه النسائي عن إسحاق بن راهويه وقد روياه أيضاً عن قتيبة عن مالك عن العلاء, عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة عن أبي هريرة.
وهي مكية كما قال ابن عباس وقتادة وأبو العالية, وقيل مدنية كما قال أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري ويقال نزلت مرتين: مرة بمكة ومرة بالمدينة, والأول أشبه لقوله تعالى: «ولقد آتيناك سبعاً من المثاني» والله تعالى أعلم.
وهي سبع آيات بلا خلاف, وكلماتها خمس وعشرون كلمة وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفاً.
يقال لها (الفاتحة) أي فاتحة الكتاب خطاً وبها تفتتح القراءة في الصلوات, ويقال لها أيضاً (أم الكتاب) عند الجمهور, وقد ثبت في الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم»، ويقال لها (الحمد)، ويقال لها (الصلاة) لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله: «حمدني عبدي» الحديث. فسميت الفاتحة صلاة لأنها شرط فيها، ويقال لها (الشفاء) لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعاً «فاتحة الكتاب شفاء من كل سم»، ويقال لها (الرقية) لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «وما يدريك أنها رقية». وروى الشعبي عن ابن عباس أن سماها (أساس القرآن)، قال: وأساسها بسم الله الرحمن الرحيم، وسماها سفيان بن عيينه (بالواقية) وسماها يحيى بن أبي كثير (الكافية) لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة «أم القرآن عوض من غيرها وليس من غيرها عوض منها» ويقال لها سورة الصلاة والكنز ذكرهما الزمخشري في كشافه.
الرجع: تفسير القران العظيم للإمام الحافظ عماد الدين، أبو الفداء اسماعيل بن كثير القرشى الدمشقيوهي مكية كما قال ابن عباس وقتادة وأبو العالية, وقيل مدنية كما قال أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري ويقال نزلت مرتين: مرة بمكة ومرة بالمدينة, والأول أشبه لقوله تعالى: «ولقد آتيناك سبعاً من المثاني» والله تعالى أعلم.
وهي سبع آيات بلا خلاف, وكلماتها خمس وعشرون كلمة وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفاً.
يقال لها (الفاتحة) أي فاتحة الكتاب خطاً وبها تفتتح القراءة في الصلوات, ويقال لها أيضاً (أم الكتاب) عند الجمهور, وقد ثبت في الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله رب العالمين أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم»، ويقال لها (الحمد)، ويقال لها (الصلاة) لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله: «حمدني عبدي» الحديث. فسميت الفاتحة صلاة لأنها شرط فيها، ويقال لها (الشفاء) لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعاً «فاتحة الكتاب شفاء من كل سم»، ويقال لها (الرقية) لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «وما يدريك أنها رقية». وروى الشعبي عن ابن عباس أن سماها (أساس القرآن)، قال: وأساسها بسم الله الرحمن الرحيم، وسماها سفيان بن عيينه (بالواقية) وسماها يحيى بن أبي كثير (الكافية) لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة «أم القرآن عوض من غيرها وليس من غيرها عوض منها» ويقال لها سورة الصلاة والكنز ذكرهما الزمخشري في كشافه.
التفسير
﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾
افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل، ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة، أو من أول كل سورة كتبت في أولها، أو أنها بعض آية من كل سورة، أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها، أو أنها إنما كتبت للفصل، لا أنها آية على أقوال للعلماء سلفاً وخلفاً، وذلك مبسوط في غير هذا الموضع.
وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾.
وعن ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾؟ فقال: «هو اسم من أسماء الله وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العينين وبياضهما من القرب».
وقد روى الحافظ بن مردويه من طريقين عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عيسى بن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى الكتّاب ليعلمه, فقال له المعلم: اكتب فقال, ما أكتب؟ قال بسم الله, قال له عيسى: وما بسم الله؟ قال المعلم, ما أدري, قال له عيسى: الباء بهاء الله, والسين سناؤه, والميم مملكته, والله إله الاَلهة, والرحمن رحمن الدنيا والاَخرة, والرحيم رحيم الاَخرة».
﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ﴾
قال أبو جعفر بن جرير معنى﴿الحمد لله﴾ الشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه, ودون كل ما برأ من خلقه بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد. وقال ابن جرير رحمه الله: الحمد لله ثناء أثنى به على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا الحمد لله. قال وقد قيل أن قول القائل الحمد لله ثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
وروى أبو عيسى الحافظ الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث موسى بن إبراهيم بن كثير عن طلحة بن خراش عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أفضل الذكر لا إله إلا الله, وأفضل الدعاء الحمد لله» وقال الترمذي حسن غريب.
والرب: هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد وعلى المتصرف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالإضافة تقول: رب الدار, رب كذا, وأما الرب فلا يقال إلا الله عز وجل, وقد قيل إنه الاسم الأعظم.
والعالمين: جمع عالم وهو كل موجود سوى الله عز وجل، والعالم جمع لا واحد له من لفظه, والعوالم أصناف المخلوقات في السموات وفي البر والبحر وكل قرن منها وجيل يسمى عالماً أيضاً. قال بشر بن عمار عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ الحمد لله الذي له الخلق كله السموات والأرض وما فيهنّ وما بينهن مما نعلم ومما لا نعلم. وفي رواية سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس: رب الجن والإنس.
﴿الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ﴾
وقوله تعالى: ﴿الرحمن الرحيم﴾ تقدم الكلام عليه في البسملة بما أغنى عن الإعادة قال القرطبي: إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله رب العالمين ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب كما قال تعالى: ﴿نبى عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم﴾، وقوله تعالى: ﴿إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم﴾، قال: فالرب فيه ترهيب والرحمن الرحيم ترغيب. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ولو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد».
﴿ مَـَلِكِ يَوْمِ الدّينِ﴾
قرأ بعض القراء (ملك يوم الدين) وقرأ آخرون (مالك) وكلاهما صحيح متواتر في السبع, ويقال ملك بكسر اللام وبإسكانها. وقال الضحاك عن ابن عباس ﴿مالك يوم الدين﴾ يقول لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدينا, قال: ويوم الدين يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر إلا من عفا عنه.
﴿إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ﴾
العبادة في اللغة من الذلة، يقال طريق معبد وبعير معبد أي مذلل، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. وقدم المفعول وهو إياك وكرر للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك وهذا هو كمال الطاعة, والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين, وهذا كما قال بعض السلف الفاتحة سر القرآن, وسرها هذه الكلمة ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ فالأول تبرؤ من الشرك, والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل, وهذا المعنى في غير آية من القرآن كما قال تعالى: ﴿فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون﴾.
﴿اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
الهداية ههنا الإرشاد والتوفيق, وقد تعدى الهداية بنفسها كما هنا ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ فتضمن معنى ألهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو أعطنا. وأما الصراط المستقيم فقال الإمام أبو جعفر بن جرير: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصراط المستقيم كتاب الله».
﴿صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ﴾
﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ مفسر للصراط المستقيم وهو بدل منه عند النحاة ويجوز أن يكون عطف بيان والله أعلم. والذين أنعم الله عليهم المذكرون في سورة النساء حيث قال تعالى: ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً﴾. وقال الضحاك عن ابن عباس: صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين. غير صراط المغضوب عليهم, وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه ولا صراط الضالين, وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.
وعن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم قال: اليهود, قلت: الضالين قال: النصارى. فالغضب لليهود والضلال للنصارى. وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه, لكن أخص أوصاف اليهود الغضب, كما قال تعالى عنهم ﴿من لعنه الله وغضب عليه﴾, وأخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم ﴿قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل﴾.
يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها آمين, ويقال أمين بالقصر أيضاً ومعناه اللهم استجب, والدليل على استحباب التأمين ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ﴿غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ فقال آمين مد بها صوته, ولأبي داود رفع بها صوته, وقال الترمذي هذا حديث حسن.
افتتح بها الصحابة كتاب الله واتفق العلماء على أنها بعض آية من سورة النمل، ثم اختلفوا هل هي آية مستقلة في أول كل سورة، أو من أول كل سورة كتبت في أولها، أو أنها بعض آية من كل سورة، أو أنها كذلك في الفاتحة دون غيرها، أو أنها إنما كتبت للفصل، لا أنها آية على أقوال للعلماء سلفاً وخلفاً، وذلك مبسوط في غير هذا الموضع.
وفي سنن أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل السورة حتى ينزل عليه ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾.
وعن ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾؟ فقال: «هو اسم من أسماء الله وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلا كما بين سواد العينين وبياضهما من القرب».
وقد روى الحافظ بن مردويه من طريقين عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عيسى بن مريم عليه السلام أسلمته أمه إلى الكتّاب ليعلمه, فقال له المعلم: اكتب فقال, ما أكتب؟ قال بسم الله, قال له عيسى: وما بسم الله؟ قال المعلم, ما أدري, قال له عيسى: الباء بهاء الله, والسين سناؤه, والميم مملكته, والله إله الاَلهة, والرحمن رحمن الدنيا والاَخرة, والرحيم رحيم الاَخرة».
﴿الْحَمْدُ للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ﴾
قال أبو جعفر بن جرير معنى﴿الحمد لله﴾ الشكر لله خالصاً دون سائر ما يعبد من دونه, ودون كل ما برأ من خلقه بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد. وقال ابن جرير رحمه الله: الحمد لله ثناء أثنى به على نفسه، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا الحمد لله. قال وقد قيل أن قول القائل الحمد لله ثناء عليه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى.
وروى أبو عيسى الحافظ الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث موسى بن إبراهيم بن كثير عن طلحة بن خراش عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أفضل الذكر لا إله إلا الله, وأفضل الدعاء الحمد لله» وقال الترمذي حسن غريب.
والرب: هو المالك المتصرف ويطلق في اللغة على السيد وعلى المتصرف للإصلاح، وكل ذلك صحيح في حق الله ولا يستعمل الرب لغير الله بل بالإضافة تقول: رب الدار, رب كذا, وأما الرب فلا يقال إلا الله عز وجل, وقد قيل إنه الاسم الأعظم.
والعالمين: جمع عالم وهو كل موجود سوى الله عز وجل، والعالم جمع لا واحد له من لفظه, والعوالم أصناف المخلوقات في السموات وفي البر والبحر وكل قرن منها وجيل يسمى عالماً أيضاً. قال بشر بن عمار عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ الحمد لله الذي له الخلق كله السموات والأرض وما فيهنّ وما بينهن مما نعلم ومما لا نعلم. وفي رواية سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس: رب الجن والإنس.
﴿الرّحْمـَنِ الرّحِيمِ﴾
وقوله تعالى: ﴿الرحمن الرحيم﴾ تقدم الكلام عليه في البسملة بما أغنى عن الإعادة قال القرطبي: إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله رب العالمين ليكون من باب قرن الترغيب بعد الترهيب كما قال تعالى: ﴿نبى عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم﴾، وقوله تعالى: ﴿إن ربك سريع العقاب وإنه لغفور رحيم﴾، قال: فالرب فيه ترهيب والرحمن الرحيم ترغيب. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ولو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع في جنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد».
﴿ مَـَلِكِ يَوْمِ الدّينِ﴾
قرأ بعض القراء (ملك يوم الدين) وقرأ آخرون (مالك) وكلاهما صحيح متواتر في السبع, ويقال ملك بكسر اللام وبإسكانها. وقال الضحاك عن ابن عباس ﴿مالك يوم الدين﴾ يقول لا يملك أحد معه في ذلك اليوم حكماً كملكهم في الدينا, قال: ويوم الدين يوم الحساب للخلائق وهو يوم القيامة يدينهم بأعمالهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر إلا من عفا عنه.
﴿إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيّاكَ نَسْتَعِينُ﴾
العبادة في اللغة من الذلة، يقال طريق معبد وبعير معبد أي مذلل، وفي الشرع عبارة عما يجمع كمال المحبة والخضوع والخوف. وقدم المفعول وهو إياك وكرر للاهتمام والحصر أي لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك وهذا هو كمال الطاعة, والدين كله يرجع إلى هذين المعنيين, وهذا كما قال بعض السلف الفاتحة سر القرآن, وسرها هذه الكلمة ﴿إياك نعبد وإياك نستعين﴾ فالأول تبرؤ من الشرك, والثاني تبرؤ من الحول والقوة والتفويض إلى الله عز وجل, وهذا المعنى في غير آية من القرآن كما قال تعالى: ﴿فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون﴾.
﴿اهْدِنَا الصّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾
الهداية ههنا الإرشاد والتوفيق, وقد تعدى الهداية بنفسها كما هنا ﴿اهدنا الصراط المستقيم﴾ فتضمن معنى ألهمنا أو وفقنا أو ارزقنا أو أعطنا. وأما الصراط المستقيم فقال الإمام أبو جعفر بن جرير: أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعاً على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الصراط المستقيم كتاب الله».
﴿صِرَاطَ الّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِم وَلاَ الضّآلّينَ﴾
﴿صراط الذين أنعمت عليهم﴾ مفسر للصراط المستقيم وهو بدل منه عند النحاة ويجوز أن يكون عطف بيان والله أعلم. والذين أنعم الله عليهم المذكرون في سورة النساء حيث قال تعالى: ﴿ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً﴾. وقال الضحاك عن ابن عباس: صراط الذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك من ملائكتك وأنبيائك والصديقين والشهداء والصالحين. غير صراط المغضوب عليهم, وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه ولا صراط الضالين, وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق.
وعن أبي ذر قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المغضوب عليهم قال: اليهود, قلت: الضالين قال: النصارى. فالغضب لليهود والضلال للنصارى. وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه, لكن أخص أوصاف اليهود الغضب, كما قال تعالى عنهم ﴿من لعنه الله وغضب عليه﴾, وأخص أوصاف النصارى الضلال كما قال تعالى عنهم ﴿قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل﴾.
يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها آمين, ويقال أمين بالقصر أيضاً ومعناه اللهم استجب, والدليل على استحباب التأمين ما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي عن وائل بن حجر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ ﴿غير المغضوب عليهم ولا الضالين﴾ فقال آمين مد بها صوته, ولأبي داود رفع بها صوته, وقال الترمذي هذا حديث حسن.
بوزيد- عدد المساهمات : 10
تاريخ التسجيل : 12/03/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة 16 مايو 2014 - 16:26 من طرف maram maya
» دليل العرب الشامل
الأحد 11 ديسمبر 2011 - 20:00 من طرف hamza elmouldi
» ملخص لمفاهيم برنامج السنة الرابعة متوسط في مادة علوم الطبيعة والحياة
الإثنين 23 مايو 2011 - 19:13 من طرف Admin
» علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية
الإثنين 11 أبريل 2011 - 9:37 من طرف Admin
» قصيدة في هجاء الرئيس مبارك
الأحد 27 مارس 2011 - 20:20 من طرف Admin
» بوش في بلاد العرب فضيحة كتبها التاريخ وسطرها القلم
الأحد 27 مارس 2011 - 20:13 من طرف Admin
» القذافي يفضح الزعماء العرب في أحد قممهم
الأحد 27 مارس 2011 - 19:36 من طرف Admin
» صور نادرة جدا جدا...
الأحد 27 مارس 2011 - 17:38 من طرف Admin
» تغطية قناة الجزيرة للأحداث الجارية على الساحة العربية
الخميس 24 مارس 2011 - 21:46 من طرف Admin
» علوم الطبيعة والحياة مستوى الرابعة متوسط
الخميس 24 مارس 2011 - 19:45 من طرف Admin
» الخطاب الشهير للعقيد القذافي
السبت 19 مارس 2011 - 19:10 من طرف بوزيد
» الشاب خالد الجزائري
الجمعة 18 مارس 2011 - 20:37 من طرف Admin
» عبد الوهاب الدكالي
الجمعة 18 مارس 2011 - 20:26 من طرف Admin
» محمد عبد الوهاب
الجمعة 18 مارس 2011 - 20:21 من طرف Admin
» أغاني شاوية
الجمعة 18 مارس 2011 - 20:10 من طرف Admin
» دحمان الحراشي Dahmane El Harrachi
الجمعة 18 مارس 2011 - 19:58 من طرف Admin
» صور تعليمية خاصة بجميع المستويات
الجمعة 18 مارس 2011 - 18:49 من طرف Admin
» ايدير ...idir
الجمعة 18 مارس 2011 - 18:19 من طرف Admin
» دروس وتمارينات تطبيقية في مادة الرياضيات لمستوى الرابعة متوسط
الجمعة 18 مارس 2011 - 16:40 من طرف Admin
» لقطات رياضية غاية في الروعة
الجمعة 18 مارس 2011 - 14:13 من طرف Admin